نعمة الرب يسوع المسيح وسلامه معكم احبائي
هناك من يعتقد ان جميع الاصوام مقبولة (وهذا خطأ قد تقع فيه انت عزيزي القارئ)وقد يكون صومك بلا معنى وانت تتعب نفسك وجسدك بلا فائدة وعليه وبمناسبة قرب بدء الصوم الخمسيني (الصوم الكبير ) أرتأينا ان نورد لكم مقطتفات من كتاب قداسة البابا شنودة ((روحانية الصوم )) لكي يكون صومنا مقبولا وان تحل بركاته علينا أمين .
تعريف الصوم من الناحية الجسدية؟ الصوم هو انقطاع عن الطعام فترة من الوقت، يعقبها طعام خال من الدسم الحيواني.إن الصوم يصل إلي كماله، في الجوع واحتماله.
* اما عن عدد ايام الصوم فهي خمسون يوما ( الاربعين المقدسة التي صامها السيد المسيح + اسبوع الالام + الثلاثة ايام التي قضاها السيد المسيح في القبر )
• علي جبل التجلي، وقف ثلاثة يضيئون بنور مجيد..وكانوا ثلاثتهم ممن أتقنوا الصوم..إذ صام كل منهم أربعين يومًا وأربعين ليلة:إنهم: السيد المسيح له المجد (متي 4: 2)، وموسي (خر 40: 28)، وإيليا (1 مل 19:
،فهل يختفي وراء هذا المنظر البهي معني هام:وهو انه بقهر الجسد في الصوم، تتجلي الروح، ويتجلي الجسد؟
• هل النباتين والمسل الصناعي (السمن) يحل آكله في الصوم أو لا؟ هل السمك نأكله في هذا الصوم أم لا نأكله؟ ما رأيك في الشوكولاته الصيامي؟.. إلخ ,أسئلة كثيرة يمكن الإجابة عليها من جهة تركيب تلك الأطعمة، ويمكن من ناحية أخرى أن تٌبحَث روحيًا: فالسمن النباتي، إن كانت مجرد زيت نباتي مهدرج تكون طعامًا نباتيًا يتفق مع حرفية الصوم. أما إن كنت تأكلها شهوة منك في طعم السمن، فالأمر يختلف: تكون من الناحية الشكلية صائمًا، ومن الناحية الروحية غير مستفيد.أما السمك، فهو أصلًا طعام حيواني. وقد صرح به للضعفاء الذين لا يحتملون كثرة الأصوام. ولكن لا يصرح به في أصوام الدرجة الأولي(الصوم الخمسيني). ومع ذلك: إن اشتهي جسدك سمكًا في الصوم، أي صوم، فلا تعطه.ليس فقط السمك، بل كل المشتهيات مهما كانت حلالًا. لأنك في الصوم تضبط شهواتك.
• أليس الزواج حلالًا؟ ولكن الصائمين يبعدون عن المعاشرات الجسدية في الصوم ضبطًا لأنفسهم (1 كو 7: 5).
• لماذا نصوم؟ ما و هدفنا من الصوم؟ لأنه بناء على هدف الإنسان، تتحدد وسيلته. وأيضًا بناء علي الهدف تكون النتيجة.هل نحن نصوم، لمجرد أن الطقس هكذا؟
لمجرد أنه ورد في القطمارس، أو التقويم (النتيجة)، أن الصوم قد بدأ، أو قد أعلنت الكنيسة هذا الأمر؟ إذن فالعامل القلبي الجواني غير متكامل.. طبعًا طاعة الكنيسة آمر لازم، وطاعة الوصية أمر لازم. ولكننا حينما نطيع الوصية، ينبغي أن نطيعها في روحانية وليس في سطحية.. وان كانت الكنيسة قد رتبت لنا هذا الصوم، فقد رتبته من أجل العمق الروحي الذي فيه. فما هو هذا العمق الروحي؟؟ وما هدفنا من الصوم؟
هل هدفنا هو مجرد حرمان الجسد وإذلاله
في الواقع إن الحرمان الجسد ليس فضيلة في ذاته، إنما هو مجرد وسيلة لفضيلة وهي أن تأخذ الروح مجالها. فهل نقتصر علي الوسيلة، أم ندخل في الهدف منها وهو إعطاء الروح مجالها؟… ما أكثر الأهداف الخاطئة التي تقف أمام الإنسان في صومه!
فقد يصوم البعض لمجرد أن يرضي عن نفسه.
لكي يشعر أنه إنسان بار، يسلك في الوسائط الروحية، ولا يقصر في آيه وصية… أو قد يصوم لكي ينال مديحًا لكي ينال مديحًا من الناس في صومه، أو في درجة صومه.. وهكذا يدخل في مجال المجد الباطل، أي يدخل في خطية! ما هو إذن الهدف السليم من الصوم؟
• الهدف السليم أننا نصوم من أجل محبتنا لله.
من أجل محبتنا، نريد أن تكون أرواحنا ملتصقة بالله. ولا نشاء أن تكون أجسادنا عائقًا في طريق الروح. لذلك نخضعها بالصوم لكي تتمشي مع الروح في عملها. وهكذا نود في الصوم، أن نرتفع عن المستوي المادي وعن المستوي الجسداني، لكي نحيا في الروح، ولكي تكون هناك فرصه لأرواحنا البشرية أن تشترك في العمل مع روح الله، وان تتمتع بمحبة الله .فنحن نصوم لأن الصوم يقربنا إلي الله.
• هل هناك اصوام غير مخصصه لله؟
نعم، قد توجد أصوام للبعض لا نصيب لله فيا. كإنسان يصوم ولا نصيب لله في حياته علي الرغم من صومه! يصوم وهو كما هو، بكل أخطائه، لم يتغير فيه شئ! أو يصوم كعادة، أو خوفًا من الإحراج لأجل سمعته كخادم. أو أن صيامه مجرد صوم جسداني كله علاقة بالجسد، ولا دخل للروح فيه! أو هو صوم لمجرد إظهار المهارة، والقدرة علي الأمتناع عن الطعام. أو قد يكون صومًا عن الطعام، وفي نفس الوقت يمتع نفسه بشهوات أخري لا يقوي علي الأمتناع عنها..!
• ليس كل صوم مقبولًا من الله. فهناك أصوام باطلة، لا تعتبر بالحقيقة أصوامأ، وهي مرفوضة من الله. وقد قدم لنا الكتاب أمثلة من هذه الأصوام المرفوضة.
1- منها الصوم الذي لكسب مديح الناس.
2- وصوم الفريسي الذي وقف مثال آخر لصوم غير مقبول (لو 18 :9-14).
3- الصوم الذي هدفه خاطئ، صوم غير مقبول (أع 23: 12,13).
4- صوم الشعب الخاطئ أيام ارمياء النبي. أذن الصوم البعيد عن التوبة هو صوم غير مقبول (ار14 :11,12) .
5- والصوم البعيد عن الرحمة و الصدقة، غير مقبول.
6- والصوم الذي ليس لأجل الله، صوم باطل.
فما هو الصوم الروحي المقبول أمام الله؟
هو الصوم الذي تكون فيه علاقة عميقة مع الله. الصوم الذي تشعر فيه بالله في حياتك، هو الفترة المقدسة التي تشعر أن الله يملكها، وأنها مخصصة كلها لله، وان وجود الله ظاهرًا جدًا خلالها في كل تصرفاتك، وعلاقتك بالله تزداد وتنمو في كل يوم من أيام الصوم، بمتعة روحية تشتهي بسببها أن يطول صومك ولا ينتهي.
حاولنا الاختصار قدر المستطاع – الرب يرعاكم دائما .