نعمة الرب يسوع وسلامه معكم احبائي --- اليوم احبيت ان اشارككم ببعض المقتطفات من كتاب معلم الاجيال عن التوبة .
ليست التوبه يا إخوتي هي عمل المبتدئين في الحياة مع الله ، إنما التوبة هي للجميع ، حتي للقديسين وهي جزء من صلواتنا اليومية .
كل إنسان محتاج إلي توبة ، مهما عظم مركزه ، ومهما علا قدرة وارتفع في الحياة الروحية . كلنا محتاجون إلي توبة ، بل إننا محتاجون إليها في كل يوم ، لأننا في كل يوم نخطئ . ولا يوجد إنسان بلا خطية ، ولو كانت حياته يوماً واحداً علي الأرض .
بالتوبة نهيئ أنفسنا لسكني الرب . وبالنقاوة نعاين الله أي نراه (متي 5:
. التوبة هي بدء الطريق إلي الله ، وهي رفيق الطريق حتي النهاية .
التوبة إذن هي ترك الخطية ، ولكن من أجل محبه الله . ومن أجل محبة البر . لأنه ليس كل ترك للخطية يعتبر توبة . فقد يبتعد الإنسان عن الخطية بسبب الخوف ، أو الخجل ، أو العجز ، او المشغولية ( مع بقاء محبتها في القلب ) ، أو بسبب أن الظروف غير متاحه . ولا تعتبر هذه توبه ... أما التوبة الحقيقية ، فهي ترك الخطية عملاً وفكراً وقبلاً ، حباً في الله ووصاياه وملكوته وحرصاً من التائب علي ابديته ...
التوبة الحقيقية هي ترك الخطية ، بلا رجعة .
وهكذا تروي قصص القديسين الذين تابوا ، مثل القديس اوغسطينوس ، والقديس موسي الأسود ، و القديسات مريم القبطية وبيلاجية وتاييس وسارة ... إن التوبة كانت في حياة كل هؤلاء وغيرهم ، هي نقطة تحول نحو الله ، إستمرت مدي الحياة ، بلا رجعه إلي الخطية . ويذكرنا هذا بقول القديس شيشوي " لا أتذكر ان الشياطين قد أطغوني في خطية واحدة مرتين "... ربما الخطية الأولي كانت عن طريق جهل ، أو تهاون ، أو ضعف ، أوعدم دراية بحيل الشياطين ، أو عدم حرص . اما بعد التوبه و اليقظة ، فهناك كل التدقيق في الحياة ،والإحتراس من الخطية . اما الذي يترك الخطية ثم يعود إليها ، ثم يتركها ثم يعود ... فهذا لم يتب بعد . إنما هذه مجرد محاولة للتوبه ، كلما يقوم فيها الخاطئ تشده الخطية إلي أسفل . إن صك حريته لم يكتب بعد ...
الرب يرعاكم دائما احبائي .