نعمة الملك الناصري يسوع المسيح معكم احبائي -- تأملنا اليوم هو الاية
"كيــــف أصنـــــع هــذا الشــر العظيــم وأخطـــئ إلـــى اللــــــــه ؟ " (تكويــــــن 39 : 9)
----------------------------------------------------------------------
إن الأسلوب الرئع الذى استخدمه يوسف للتعبير عن استنكاره لعمل الخطية ، والوارد فى قوله : "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ؟" ، يدل على عدم تفكيره فى النجاسة من قبل . فلو كان يفكر فى النجاسة أو يشتهيها من قبل لكان قد ضعف أمام امرأة فوطيفار واستجاب لرغبتها الأثيمة . ولكن ما أبداه من عفة وإباء من جهة عمل الفحشاء ، دليل قاطع على أنه كان يعيش فى كل حين فى جو القداسة .
إن كثيرين يلهون بالنجاسة دون وعى أو إدراك ، ولكن الذين يعيشون فى حضرة الله ينظرون إليها بذات النظرة التى ينظر بها الله إليها ، فيرونها كما رآها يوسف ؛ شراً عظيماً .
عندما تراءى الله لإشعياء النبى قديماً ، صرخ هذا قائلاً : "ويل لى ! إنى هلكت ، لأنى إنسان نجس الشفتين " (إشعياء 6 : 5) .
فنجاسة الشفتين ، التى كان يراها إشعياء فيما سبق شيئاً عادياً ، رآها فى نور الله شيئاً خطيراً يستحق عقاباً أبدياً . وهكذا الحال معنا ، فعندما ندرب نفوسنا على الوجود فى حضرة الله ، نفزع من الخطية ، ولا نفكر فى إتيانها .
الرب يرعاكم دائما احبائي .