r من يهدم اثر..كمن يقتل بشر!!!
قد لانختلف ان في كل الاحداث والاضطرابات التي تحصل بالدول تختلط فيها الاوراق وتتداخل الغايات
والاهداف فمثلا مصر فليس من كانوا بساحة الاحداث يجمعهم هدف واحد قد يكون اغلبهم ولكن يبقى هناك من هم ضعاف النفوس يصطادون بالماء العكر وينشطون في مثل هذه البيئة في ظل غياب سلطة الدولة..وماجلب انتباهي وانا اشاهد على الشاشة الاحداث في ذروتها في حينه هو مجيء اكثر من شخص الى القناة يستنجدون ويستغيثون بل كان احدهم يبكي ويقول( ارجوكم اعملوا اي حاجة اعلنوا على القناة انه المتحف المصري في خطر ارجوكم تصرفوا تاريخنا هيروح....) وفي النهاية وباختصار اتفق الاغلبية وهبو ا لانقاذ المتحف رغم حراجة الموقف ورغم خطورة الاوضاع ورغم الخلاف...
المهم انا اذكر هذا بعد ان سمعت بالخطوة اللامسؤولة بل لا ابالغ اذا وصفتها بالمجنونة التي اقدم عليها القائمين على شوون كنسية تلكيف لهدم السوق القديم وطبعا رغم الفارق الكبير بين قيمة الاثار وقيمة السوق لكن يبقى ان للسوق قيمة تاريخية على مستوى قضاء هي بقيمة اثار لانها تخص هذا المكان واهله ومغتربيه الذين يزورون تلكيف بين فترة واخرى..ومايثير العجب ان ترى اناس يهدمون شواخص تاريخهم وارث اجدادهم بايديهم دون ان يكون اي ضغوط عليهم من احد وأسالكم بالله اذا كانت هذه الالات الغبية الاحساس تهد وتدمر دون ان تكترث..انتم الم تتالموا؟ الم يندى لكم جبين الم يرف لكم جفن اولم يرق لكم قلب وانتم تقتلون اكثر من مئة سنة من تاريخ هذا القضاء؟!!! وتهدمون صرح هو صنيعة اجدادكم رغم بساطة امكانياتهم .. ومايثير العجب اكثر ان الدافع من هذا هو دافع مادي لا اكثر
في وقت ان الكنسية والحمد لله ليست بحاجة لذلك ...وكان الشر اهون لو انها كانت ايله للسقوط او انها يمر من خلالها مشروع حتمي لمصلحة اهل القضاء ..ولكن ماسيدره السوق الجديد لايقارن بخسارة وطمس معالم هذا القضاء لاسيما ان السوق هو مركز القضاء وكل واحد منا يمر خلاله اكثر من مرة
ومهما كا ن تطور البناء فانه لاشي قياسا بقيمة السوق القديم
يقولون ان كل شي هو نسبي وليس هناك شي مطلق ولكني اليوم ايقنت ان السعي للكسب المادي لكل من بيده القرار حتى لو لم ينتفع بصورة مباشرة هو الهدف المطلق بلا نقاش
قد يعتقد البعض اني ابالغ او قد يظنون ان السوق لايستحق كل هذه القيمة وانا براي ان قيمة الاوطان ترتبط بارض ومكان اولا مدعوما بزمان وتكوين لمعالم هذا المكان ان السوق هو هوية تلكيف وان هدمه هو مساس بهوية هذا القضاء المسكين
وانا اتجول في تلكيف يحزنني ان ارى كثير من البيوت قد تغير تكوينها بل الامر تغير من كان يسكنها ولكن قد يكون تغير البناء هو حاجة لان بعضها فعلا صارت ايلة للسقوط اما السوق فهو في حالة جيدة ومرمم من قبل شاغلية واناس كثيرون يجنون رزق عوائلهم منه فمثلا عندما كنت امر وراء الكنسية من جنب السوق كنت ا ارجع الى ايام طفولتنا نحن جميعا اهل هذا القضاء فهذا عمو صليوة الحلاق يحكي و يقطع صوت مقصه بين الحين والحين وسيكارته (اللف) لاتفارق شفتيه وجنبه الحلاق نجيب والمصور ميخائيل الذي كنا اذا صورنا عنده صورة كاننا نملك الدنيا كان يوثق حياة هؤلاء الناس فقد كان هذا المكان يفوح بعبق الماضي الساحر الجميل وبطعم زمن الطيبة والرحمة والتالف بين الناس واخيرا لا اعلم لماذا اخواننا المغتربين لم يكن لهم راي في هذا؟ وياترى ماطعم ان يزوروا تلكيف الان وهي اصبحت بلا ناس وستصبح بلا معالم لان السوق مركزها واهم معالمها
فيا اخوتي ليس كل ماهو جديد هو جيد..لانه ان تبني ا سواق او مولات او عمارات هو شي سهل بالنسبة لمن لديهم الامكانات لكن ان تبعث الروح في هذه المشيدات هو مستحيل لان عمر هذا السوق يحكي تفاصيل زمان جميل يحمل في طياته طفولتنا وتاريخ مسقط راسنا
واخيرا للاسف الشديد انا اكتب والسوق الان قد هد فلا فايدة من كلامي الا شهادة للتاريخ اقولها كوني ولدت وترعرعت في هذا القضاء انها خطوة سيندم عليها يوم لاينفع الندم وللعلم اخيرا انا لست من الذين يشغلون محلا في هذا السوق كي لايؤول كلامي كوني قد تضررت وهذا مادفعني للكتابة ولكن انا اعشق تلكيف كما يعشق الطفل امه ....