داعش من يدعمها ويقف وراءها وأكذوبة المتطرفين !
جوزيف شلال
التطرف نعرفه هنا بانه الانفلات والمغالاة والافراط عن الحدود المسموح بها من العادات والمعتقدات والافكار والدين وبعض القضايا والامور الاجتماعية الاخرى . ليس هناك علاقة ابدا ما بين التطرف والارهاب مهما حاول البعض خداع شعوبهم ومجتمعاتهم الذين يديرون شؤون وعقول وتوجهات قطعانهم البشرية الذين يتقبلون ويؤمنون ويسيرون وراء مروجي هذه العقائد والافكار والايديولوجية الراديكالية التي لا تقبل الاخر الذي لا ينتمي الى الدين والعقيدة والعرق والقومية والمذهب والطائفة نفسها .
الاعلام العربي الاسلامي هو اول المخادعين حينما يروج وينطق كلمة المتطرفين على اتباع الدواعش والقاعدة وباقي المنظمات والميليشيات والجماعات المسلحة الاسلامية الذين عبثوا ويعبثون فسادا ودمارا وقتلا وذبحا وارهابا وتدميرا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وباقي المناطق التابعة الى خير امة اخرجت الى الناس .
في جميع دول وشعوب العالم يوجد متطرفين وارهابيين , لكن لم نجد ونسمع وشاهدنا ان احدا من هؤلاء ينسب ويستمد تطرفه وارهابه وعملياته الاجرامية الى نصوص دينه اذا كانت دينية او من تعاليمه وكتبه واعتقاداته العقائدية التي يؤمن بها , باستثناء الدواعش والقاعدة وجميع الارهابيين الذين لاينتمون فقط الى الاسلام بل هم يقولون اننا نمثل الاسلام الصحيح ! , اذا كان هذا الشخص يقول بعظمة لسانه انا من هذا الدين واصلي واصوم ويطبق كل التعاليم ويرفع شعارات الله اكبر . . . , كيف ياتي شخص يريد ان يبرئ هذا الشخص وهذا الدين من افعال وجرائم الارهابيين ?.
هناك من يقول ان الدواعش صناعة امريكية والاخر يقول اسرائيلية ومن يقول ان هذه الجماعات لايطبقون الاسلام الصحيح وقد انحرفوا عن تعاليمه , كل هذه التبريرات مهما يحاولون فان هذه المجموعات هي صناعة ومنتوج اسلامي – عربي , اي يصنع داخل اروقة المخابرات والانظمة العربية الثيوقراطية الدينية الدكتاتورية الفاشية النازية لتبقى في السلطة وتخويف العالم من البديل لها ومع الاسف يقال ان الغرب الاعمى يصدق هؤلاء الدول والانظمة الفاسدة السارقة المارقة .
نحن لا نتهم ونلصق التهمة الى جميع المذاهب الخمسة الاسلامية من اتباعها , على الاقل يوجد الملائيين من المسلمين يستنكرون ويقفون ضد هذا التوجه الارهابي ولا يقبلون به , نقول ان الغالبية من هذه الشعوب تحولت الى حالة التطرف والقسم الاخر اصبح ارهابيا بكل معنى الكلمة , نسال هنا / لو اجريت انتخابات نزيهة وحرة وديمقراطية في جميع الدول العربية والاسلامية وفي مقدمتها السعودية وايران ودول الخليج لراينا مجيئ انظمة اسلامية مختلفة الاشكال والانواع , منها انظمة دولة الخلافة الاسلامية ومنها انظمة تطبق الشريعة بحذافيرها ومنها انظمة اسلامية يحكمها دستور وقوانين وشيوخ خطب الجمعة والصلاة في الشوارع وغرف العمل في الدوائر والوزارات والمعامل والمصانع وغيرها , اي تكون نسبة خدمة هذا الانسان لوطنه وشعبه 25% و75% الى هذا الاله الذي يعبده .
هذه الدول مع شعوبها تعيش في مازق وحالة كارثية لا مثيل لها في التاريخ , التخلف والهمجية والفقر والعنف والتمزق والانحراف آت لامحال , الدول الغربية النائمة نراها تجامل هذه الدول العربية والاسلامية القمعية لسببان / الاول – الصراع الاستراتيجي مع الاقطاب الاخرى كروسيا والصين والهند لتكون لها قواعد وجيوش قريبة منها في هذه الدول الدكتاتورية , السبب الثاني – وجود النفط الى الان في هذه الدول والاموال التي لديها من هذا المنتوج وهي اسواق مستوردة ومستهلكة للبضائع والمنتوجات والاسلحة .
سياتي اليوم الذي سينتهي مفعول السببان , سلام دائم مع الاقطاب الاخرى وانتهاء النفط , سيرى العالم ويشهد نهاية ومصير هذه الدول وشعوبها وانقراضها كما انقرضت الحضارات القديمة التي كانت اقوى منها عدة وعددا وقوتا كالفراعنة وحضارة الصين والبابليين والسومريين والاكديين والاشوريين والامبراطورية الرومانية والاغريقية والفارسية والعثمانية والتترية والمغولية وغيرها . سترى هذه الدول الشوفينية مصيرها الاسود الذي ينتظرها , وسنرى هل اله هذه الدول والشعوب يخلصها ويقف معها ضد الشعوب والدول الكافرة بمفهوم إلاهها المتكبر المنتقم وخير الماكرين . . .
ذبح البشر وحرق البشر في اقفاص حديدية واغراق البشر في اقفاص مغلقة ووضع البشر في سيارات وتفجيرهم فيها وغيرها من الافعال والاعمال الاجرامية الغير اخلاقية وانسانية كاجراء مسابقة رمضانية ومن يفوز تكون جائزته امراة ! وكذلك بيع النساء في الاسواق وسرقة الاموال والاملاك الخ , هذه جميعها لها مصادر وتاويلات واجتهادات وموروثة من اصحاب لغة العنعنة وقال الله ومن قال ومن اجتهد ومن عدل ومن ضعف ومن صحح واخرج ومن نقض ووو .
اذن هناك فرق كبير وشاسع مابين التطرف والارهاب , سيبقى التطرف تطرفا والارهاب ارهابا مهما قاموا بالتلميعات والترويجات والرتوشات حتى باستعمال اقوى الاصباغ والمراهم وعمليات التجميل , الحل الوحيد يكمن في اعادة كتابة التاريخ والاساطير والروايات والحكايات الخرافية واعادة كتابتها من جديد لتتلائم والمفاهيم العصرية الحديثة والتعايش السلمي وقبول الاخر ومعرفة عقائده وعاداته وافكاره واحواله الاجتماعية لتصبح حالات طبيعية لدى الاجيال الناشئة ويتقبلها برحابة الصدر في حياته , وليس الى هذه المدارس والمناهج وخطب الجوامع التي يعلمون فيها كيف تكره وتحقد على الاخرين بحجة انهم مشركون ولا يعرفون الاله ولا يؤمنون بما هم يؤمنون ولهذا يجب قتلهم واعتبارهم من اهل الذمة وليسوا بشرا بل حتى هم من القردة والخنازير والمغضوب عليهم والضاليين .