بشرة لعباد الصنم السوري ألمحنط , من الشيعة والمسيحيين والدروز
جوزيف شلال
josefshalal@yahoo.de المقدمة
قبل تولي الشاب بشار زمام الحكم والسلطة بعد رحيل الاب الدكتاتور المشهور بجرائمه ضد العراق وضد شعبه ومذابح 1982 وضد منظمة فتح الفلسطينية تنبأنا بان يكون مصير ونهاية سوريا ودمارها وخرابها على يد رئيس لم يتجاوز عمره 34 عاما , طبعا في هذه الحالة العمرية يكون الانسان عديم الخبرة والمعرفة في السياسة وادارة الدولة والشعب والتعامل مع الدول , لكن نعترف به كخبيروطبيب في حفر وقلع الاسنان وطبابتها ومعالجتها , السياسة ودهاليزها وفنونها وتعاملاتها الا اخلاقية احيانا لا تشبه مهنة طبية او علمية او بايولوجية او جيولوجية او هندسة وراثية وغيرها لان هذه المهن واضحة المعالم والقيم والنتائج ومن خلال التجارب العملية العلمية المختبرية وبالارقام يمكن الاستدلال بالنتيجة النهائية , لكن السياسة شيطنة ومعرفة وخبرة ومن يتعامل معها عليه ان يتخلى احيانا عن قيمه ومبادئه , و ان يستعمل التقية في الحالات المطلوبة لتمرير سياسات وتصرفات معينة .
بعد اكثر من اربع سنوات من احداث اطفال درعة التي لم يحتملها الشاب بشار ويستوعبها ويضع حلولا لها الا انه قمع براءة الاطفال بالتعذيب والاعتقال والقتل كما كان يفعل الوالد ملك جرائم عام 1982 في حمص وحماه ومناطق اخرى وارسال اسلحة وصواريخ الى نظام خميني لقتل الشعب العراقي , على الدرب تسيرون وما يصيبكم الا ما كتبه ... لكم ! , هكذا اذن عامل بشور شعبه الذي يطالب باقل حقوق مشروعة من اي مواطن يعيش في الدول المتحضرة وهي لا تزيد عن 10 % عن تلك الحقوق .
ماذا لو طالب شعب هذا البلد او في دولة عربية اخرى حقوقه الكاملة المعمول والمتعامل بها في كافة دول العالم المتحضر ومبادئ حقوق الانسان والمنظمات الاخرى , الكل يعلم انظمة هذه الدول لا تختلف انظمتها عن النظام السوري الفاشي الارهابي وهي انظمة كذلك نازية وقمعية واسلامية وعنصرية وطائفية ولا تحترم حقوق القوميات والاقليات والاديان التي تعيش على هذه الارض منذ 7000 ألاف عام , جميع الانظمة لا تعترف بمساواة حقوق المراة مع الرجل وحقوق المثليين وحقوق الحيوان وحرية اعتناق الاديان والعقيدة وممارسة الشعائر والتقاليد وحرية نشر الاديان والتبشير وممارسة الحريات الشخصية وغيرها .
من اوجد داعش والنصرة وكافة الفصائل المسلحة الاسلامية الارهابية هو بشار وخامنئي والمالكي واردوكان اضافة الى انظمة دول عربية وفي مقدمتها السعودية وقطر تقدم الاموال والارهابيين والدعم اللوجستي والاعلامي لداعش , هؤلاء يجب محاكمتهم دوليا ومحليا في المحاكم الخاصة على ما قاموا به من افعال شنيعة وجرائم ضد الانسانية , مع الاسف يصرخون ويقولون ليلا ونهارا باننا نحارب الارهاب وهذه ماسات اخرى بحد ذاتها وهم يعتقدون ان الشعوب ودول العالم لديهم هذا الغباء , لان السارق يعتبر جميع الناس سراق والمجرم يعتبر الكل مجرمون وهكذا .
نهاية آخر الانظمة المحنطة
خطاب الرفيق بشوري الاخير قد وضع النقاط على الحروف و الكلمات والجمل التي قلناها قبل اعوام وتحديدا منذ عام 2000 وبشار يسيرعلى خطى والده الذي كان الرئيس الوحيد العربي الذي وقف مع النظام الايراني - خميني المجرم ضد العراق وشعبه ايام الحرب العراقية مع ايران , هذا النظام قام بعمليات اجرامية في العراق وضرب جامعة المستنصرية وتفجير دور السينما وغيرها .
هل هناك نظام يدعي انه عربي يقف مع الفرس ضد دولة وشعب عربي ! نعتقد بان هذا النظام لا قيم ولا اخلاق يمتلك , هذا ما ورثه بشار من العائلة , كما نراه اليوم يرتكب ابشع المجازر والمقابر الجماعية وقصفه اليومي للشعب بالبراميل المتفجرة والغازات السامة والكيمياوي وغيرها من الاسلحة المحظورة دوليا .
اعترافات بشور بان جيشه غير قادر ان يدافع عن جميع الاراضي السورية , وانه لا يعترف بالحلول السلمية , واعترافه بوجود ميليشيات ارهابية تقاتل معه من حزب الله وعراقيين والحرس الثوري الايراني , هذه وغيرها مما جاء في الخطاب يستدل بان هناك شيئ ما يحضر او بالاحرى يحضره بالاتفاق مع اسياده في طهران الا وهو التقسيم , الاحتفاظ بدولة علوية شيعية على الساحل السوري وتسليم بقية الارض الى داعش والقاعدة و النصرة وجيش الحر والاكراد اي تقطيع سوريا الى دويلات وكانتونات صغيرة , هذا ماقاله الرفيق بشور نصا / اذا استمروا بمحاربتنا سوف نستخدم طريقة الارض المحروقة / , هذه المقولة لم نسمعها من اي رئيس او ملك دولة اخرى في العالم الا من بعض الحكام العرب الفاشيون المارقون الفاسدون , استخدمها دكتاتور العراق صدام ودكتاور ليبيا ودكتاتور اليمن صالح .
عباد الاصنام
هناك في الدول العربية والاسلامية والدكتاتورية عندما يتولى نظام ما يحكمه ارهابيا دكتاتوريا متسلطا قمعيا يقوم هذا الفاسد فورا بعملية الفصل بين مكونات الشعب , بعد ان يرتب حكمه وسطوته الامنية والمخابراتية والحمايات ويجمع عدة الاف من الانتهازيين والمرتزقة ليضمهم الى الحاشية المحيطة بالنظام ويوفر لهم جميع الامكانيات والخدمات والوسائل الترفيهية والمادية ويتم تدريبهم على الترهيب والعنف واساليب التعذيب والقمع والتنكيل وغيرها من الوسائل التي لا يصدقها العقل البشري .
بعد هذه المرحلة يختار القبائل والعشائر المقربة طائفيا ومذهبيا ويدعمهم بالاسلحة والمزايا وكافة الامتيازات الاخرى ليكونوا الخط الثاني للدفاع عن النظام , المرحلة الثالثة وهي اخطر المراحل لانها مهزلة والضحك على العقول وعلى العالم وهي / يدعي النظام في بعض الدول بانه علماني ولا يفرق بين مكونات الشعب من النواحي القومية والدينية والطائفية والعرقية وغيرها , هذا المتلسط الفاسد لا يعرف اصلا ماهي العلمانية وحتى ان يعرفها , من هنا يقول ويدعي النظام الارهابي انه مع القوميات والاديان الاخرى , كما كان يقال لصدام المجرم انه جيد مع مسيحيي العراق , وكذلك بشار الارهابي يقال عنه كذلك يعامل المسيحيين معاملة جيدة ومع الدروز .
لو حللنا ماذا جرى وحدث لمسيحيي العراق منذ مجيئ النظام السابق عام 1968 , هجرة مئات الالوف من المسيحيين في ذلك العهد والجمعيات التي كانت تستقبلهم في ايطاليا واليونان وقبرص ومالطا وغيرها من الدول خير دليل على هذا الاعتناء والمساواة بين مكونات الشعب في عهد تلك الانظمة المارقة , اما هجرة المسيحيين في سوريا ابان عهد النظام الاسدي الى دول العالم خير دليل ووجود مئات الالوف ايضا في السويد ودول اوربية اخرى , اما هجرة باقي القوميات حدث بلا حرج .
ازدواجية عباد الصنم
البعض من هؤلاء بالرغم من انهم يعيشون منذ عشرات الاعوام خارج العراق وسوريا وليس لديه حقوق مكتوبة في الدستور وانه انسان من الدرجة الثالثة والاخيرة في هذه المجتمعات ويعاملونهم كالحيوانات في بلدانهم الاصلية , الا انهم نجدهم ونراهم يمدحون ليلا ونهارا بهؤلاء الحكام النازيون , يقولون كانت الاوضاع افضل واحسن في عهد الانظمة الفاشية السابقة .
نحن لا نقول ان الاوضاع الان في سوريا او العراق او ليبيا على ما يرام ووردية وجيدة , لا بل اسوأ بمئات المرات في عهد تلك الانظمة , نقول / من يقبل ويرضى بالدكتاتورية والقمع وحقوقه منقوصة ويعامل كالحيوان ولا يتمتع بحقوقه الثقافية والدينية واعتلاء المناصب فهذه نظرة تكتيكية ومغلوطة وغير صحيحة ,الى متى تستمر هذا الحالة المأساوية ?, الدول والانظمة التي لا تعطي الحقوق الكاملة لجميع مكونات الشعب دون التفرقة من الناحية الدينية والقبلية والطائفية والمذهبية وان تكون مكتوبة في الدساتير والقوانين , فالدفاع عن اي نظام حكم هو بمثابة التخلي عن القيم والشرف والاخلاق والمبادئ , متى تكون الدولة ويكون نظام حكمها عادل ويساوي بين الجميع دون تفرقة وحقوق مكتوبة وحرية الانسان في كافة المجالات في هذه الحالة يمكن الدفاع والمدح عن هذه الدولة وهذا النظام , واذا كان العكس نقول لهذه الدولة وهذا النظام الى مزبلة التاريخ والقذارة وانتم مجرمون وقتلة وعديمي الاخلاق والشرف والقيم والمبادئ والحيوان اشرف منكم . . . . فهذه هي البشرة التي نريد ان نزفها الى عباد الاصنام المحنطة وهي سقوط آخر صنم من دعاة العروبة والقومجية والمقاومة والعلمانية والمساواة وغيرها لانها كلها شعارات مزيفة للتسويق الداخلي والاستهلاك المحلي واصبحت منتهية المفعول وان يتم رميها في براميل النفايات لحرقها وطمرها الى الابد ليحل محلها القيم والشعارات النبيلة وخدمة المواطن واعطاء حقوقه الكاملة واحترام قيمه ومبادئه ودينه وعرقه ولغته وقوميته مهما كان هذا الانسان ومن اي دين وطائفة ومذهب وقبيلة وعشيرة .